لا تملوا ذلك أصلاً ﴿أو انفروا جميعاً﴾ أي عسكراً واحداً، ولا تخاذلوا تهلكوا، فكأنه قال : خففت عنكم قتل الأنفس على الصفة التي كتبتها على من قبلكم، ولم آمركم إلا بما تألفونه وتتمادحون به فيما بينكم وتذمون تاركه، من موارد القتال الذي هو مناهج الأبطال، ومشارع فحول الرجال، وجعلت للباقي منكم المحبوبين من الظفر وحل المغنم، وللماضي أحب المحبوب، وهو الدرجة التي ما بعدها إلا درجة النبوة، مع أنه لم ينقص من أجله شيء، ولو لم يقتل في ذلك السبيل المرضى لقتل في غيره في ذلك الوقت. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٢٧٨﴾