وقال أبو حيان :
وعد من قاتل في سبيل الله بالأجر العظيم، سواء استشهد، أو غلب.
واكتفى في الحالتين بالغاية، لأن غاية المغلوب في القتال أن يقتل، وغاية الذي يقتل أن يغلب ويغنم، فأشرف الحالتين ما بدء به من ذكر الاستشهاد في سبيل الله، ويليها أنْ يقتل أعداء الله، ودون ذلك الظفر بالغنيمة، ودون ذلك أن يغزو فلا يصيب ولا يصاب.
ولفظ الجهاد في سبيل الله يشمل هذه الأحوال، والأجر العظيم فسر بالجنة.
والذي يظهر أنه مزيد ثواب من الله تعالى مثل كونهم أحياء عند ربهم يرزقون، لأن الجنة موعود دخولها بالإيمان.
وكان الذي فسره بالجنة ينظر إلى قوله تعالى :﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ﴾ الآية. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ٣٠٧﴾
سؤال : فإن قيل فالوعد من الله تعالى على القتال فكيف جعل على القتل أو الغلبة ؟
قيل لأن القتال يفضي غالباً إلى القتل فصار الوعد على القتال وعداً على من يفضي إليه، والقتال على ما يستحقه من الوعد إذا أفضى إلى القتل والغلبة أعظم، وهكذا أخبر. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ١ صـ ٥٠٦﴾
لطيفة
قال البيضاوى :
وإنما قال ﴿ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ ﴾ تنبيهاً على أن المجاهد ينبغي أن يثبت في المعركة حتى يعز نفسه بالشهادة أو الدين، بالظفر والغلبة وأن لا يكون قصده بالذات إلى القتل، بل إلى إعلاء الحق وإعزاز الدين. أ هـ ﴿تفسير البيضاوى حـ ٢ صـ ٢١٨﴾
فائدة
قال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ فيقتل أو يغلب ﴾ خرج مخرج الغالب، وقد يثاب من لم يَغلِب ولَم يُقتل. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ١٣٢﴾