والثاني : أنه راجع إِلى المستنبطين، فتقديره : لَعلمه الذين يستنبطونه منهم إِلا قليلاً، وهذا قول الحسن، وقتادة، واختاره ابن قتيبة.
فعلى هذين القولين، في الآية تقديم وتأخير.
والثالث : أنه راجع إلى اتِّباع الشيطان، فتقديره : لاتبعتم الشيطان إِلا قليلاً منكم، وهذا قول الضحاك، واختاره الزجاج.
وقال بعض العلماء : المعنى : لولا فضل الله بإرسال النبي إِليكم، لضللتم إلا قليلاً منكم كانوا يستدركون بعقولهم معرفة الله، ويعرفون ضلال من يَعبُد غيره، كقس بن ساعدة. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ١٤٨﴾

فصل


قال الفخر :
دلت الآية على أن الذين اتبعوا الشيطان فقد منعهم الله فضله ورحمته، وإلا ما كان يتبع، وهذا يدل على فساد قول المعتزلة في أنه يجب على الله رعاية الأصلح في الدين.
أجاب الكعبي عنه بأن فضل الله ورحمته عامان في حق الكل، لكن المؤمنين انتفعوا به، والكافرين لم ينتفعوا به، فصح على سبيل المجاز أنه لم يحصل للكافر من الله فضل ورحمة في الدين.
والجواب : أن حمل اللفظ على المجاز خلاف الأصل. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٦٢﴾


الصفحة التالية
Icon