والجواب أن قوله :﴿مَّا ترى فِى خَلْقِ الرحمن مِن تفاوت﴾ معناه نفي التفاوت في أنه يقع على وفق مشيئته بخلاف غيره، فإن فعل غيره لا يقع على وفق مشيئته على الإطلاق. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٥٧ ـ ١٥٨﴾
فائدة
قال ابن عطية :
فإن عرضت لأحد شبهة وظن اختلافاً في شيء من كتاب الله، فالواجب أن يتهم نظره ويسأل من هو أعلم منه، وذهب الزجّاج : إلى أن معنى الآية لوجدوا فيما نخبرك به مما يبيتون اختلافاً، أي : فإذا تخبرهم به على حد ما يقع، فذلك دليل أنه من عند الله غيب من الغيوب. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ٨٣ ـ ٨٤﴾
فائدة
قال الخطيب الشربينى
والمراد من التقييد بالكثير المبالغة في إثبات الملازمة أي : لو كان من عند غير الله للزم أن يكون فيه اختلاف كثير فضلاً عن القليل لكنه من عند الله فليس فيه اختلاف لا كثير ولا قليل. أ هـ ﴿السراج المنير حـ ١ صـ ٤٩٩﴾
من فوائد البيضاوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرءان ﴾ يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه، وأصل التدبر النظر في أدبار الشيء. ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله ﴾ أي ولو كان من كلام البشر كما تزعم الكفار. ﴿ لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً ﴾ من تناقض المعنى وتفاوت النظم، وكان بعضه فصيحاً وبعضه ركيكاً، وبعضه يصعب معارضته وبعضه يسهل، ومطابقة بعض أخباره المستقبلة للواقع دون بعض، وموافقة العقل لبعض أحكامه دون بعض، على ما دل عليه الاستقراء لنقصان القوة البشرية. ولعل ذكره ها هنا للتنبيه على أن اختلاف ما سبق من الأحكام ليس لتناقض في الحكم بل لاختلاف الأحوال في الحكم والمصالح. أ هـ ﴿تفسير البيضاوى حـ ٢ صـ ٢٢٥﴾
ومن فوائد ابن عاشور فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ﴾
الفاء تفريع على الكلام السابق المتعلّق بهؤلاء المنافقين أو الكفرةِ الصرحاءِ وبتوليّهم المعرجض بهم في شأنه بقوله :﴿ ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظاً ﴾ [ النساء : ٨٠ ]، وبقولهم ﴿ طاعة ﴾ [ النساء : ٨١ ]، ثم تدبير العصيان فيما وعدوا بالطاعة في شأنه.