وجملة ﴿ وكان الله على كلَ شيء مقيتاً ﴾ تذييل لجملة ﴿ من يشفع شفاعة حسنة ﴾ الآية، لإفادة أنّ الله يجازي على كلّ عمل بما يناسبه من حُسْن أو سوء.
و﴿ المقيت ﴾ الحافظ، والرقيب، والشاهد، والمقتدر.
وأصله عند أبي عبيدة الحافظ.
وهو اسم فاعل من أقات إذا أعطى القُوت، فوزنه مُفعِل وعينه واو.
واستعمل مجازاً في معاني الحفظ والشهادة بعلاقة اللزوم، لأنّ من يقيت أحداً فقد حفظه من الخصاصة أو من الهلاك، وهو هنا مستعمل في معنى الإطلاع، أو مضمّن معناه، كما ينبيء عنه تعديته بحرف ( على ).
ومن أسماء الله تعالى المُقيت، وفسّره الغزالي بمُوصل الأقوات.
فيؤول إلى معنى الرازق، إلاّ أنّه أخصّ، وبمعنى المستولي على الشيء القادر عليه، وعليه يدلّ قوله تعالى :﴿ وكان الله على كلّ شيء مقيتاً ﴾ فيكون راجعاً إلى القدرة والعلم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ٢٠٥ ـ ٢٠٦﴾