وَمِمَّنْ حُكِيَ عَنْهُ أَنَّ فَرْضَ الْجِهَادِ غَيْرُ ثَابِتٍ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
إلَّا أَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ فِيهَا حَظْرُ قِتَالِ مَنْ كَفَّ عَنْ قِتَالِنَا مِنْ الْكُفَّارِ، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ الْفُقَهَاءِ يَحْظُرُ قِتَالَ مَنْ اعْتَزَلَ قِتَالَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَإِنَّمَا الْخِلَافُ فِي جَوَازِ تَرْكِ قِتَالِهِمْ لَا فِي حَظْرِهِ فَقَدْ حَصَلَ الِاتِّفَاقُ مِنْ الْجَمِيعِ عَلَى نَسْخِ حَظْرِ الْقِتَالِ لِمَنْ كَانَ وَصْفُهُ مَا ذَكَرْنَا وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ. أ هـ ﴿أحكام القرآن للجصاص حـ ٣ صـ ١٩٠ ـ ١٩١﴾
" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
السِّين في " ستجدون " للاسْتِقْبَال على أصلها، قالوا : ولَيْسَت هنا للاسْتِقْبَال، بل للدَّلالة على الاسْتِمْرَار، وليس بِظَاهِرٍ.
وقرأ عبد الله :" ركسوا فيها " ثلاثيَّا مُخَفَّفاً، ونقل ابْنُ جنيٍّ عنه :" ركَّسوا " بالتَّشْديد. وقرأ ابن وثابِ والأعْمِشُ :" رِدوا " بِكَسْر الرَّاء ؛ لأن الأصْل :" رددوا " فأدْغِم، وقلبت الكَسْرة على الرَّاء. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٦ صـ ٥٥٦ ـ ٥٥٧﴾. بتصرف يسير.