واختُلف في هؤلاء الذين كان بينهم وبين النبيّ ﷺ ميثاق ؛ فقيل : بنو مُدْلجٍ.
عن الحسن : كان بينهم وبين قريش عقد، وكان بين قريش وبين رسول الله ﷺ عهد.
وقال عِكرمة : نزلت في هلال بن عُويمر وسُراقة بن جُعْشُم وخُزيمة بن عامر بن عبد مناف كان بينهم وبين النبيّ ﷺ عهد.
وقيل : خزاعة.
وقال الضحاك عن ابن عباس : أنه أراد بالقوم الذين بينكم وبينهم ميثاق بني بكر بن زيد بن مَناة، كانوا في الصلح والهدنة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٣٠٨ ـ ٣٠٩﴾.
فصل
قال الفخر :
اختلفوا في أن القوم الذين كان بينهم وبين المسلمين عهد من هم ؟ قال بعضهم هم الأسلميون فإنه كان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهد، فإنه عليه الصلاة والسلام وادع وقت خروجه إلى مكة هلال بن عويمر الأسلمي على أن لا يعصيه ولا يعين عليه، وعلى أن كل من وصل إلى هلال ولجأ إليه فله من الجوار مثل ما لهلال.
وقال ابن عباس : هم بنو بكر ابن زيد مناة، وقال مقاتل : هم خزاعة وخزيمة بن عبد مناة.
واعلم أن ذلك يتضمن بشارة عظيمة لأهل الإيمان، لأنه تعالى لما رفع السيف عمن التجأ إلى من التجأ إلى المسلمين، فبأن يرفع العذاب في الآخرة عمن التجأ إلى محبة الله ومحبة رسوله كان أولى والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٧٨﴾
فائدة
قال القرطبى :
في هذه الآية دليل على إثبات الموادعة بين أهل الحرب وأهل الإسلام إذا كان في الموادعة مَصْلحة للمسلمين، على ما يأتي بيانه في "الأنفال وبراءة" إن شاء الله تعالى. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٣٠٩﴾.
قال ابن عاشور :
الاستثناء من الأمر في قوله :﴿ فخذوهم واقتلوهم ﴾ أي : إلاّ الذين آمنوا ولم هاجروا.