فالهجرة واجبة منها على من أسلم وخشي أن يفتن على دينه، وقد روي في معنى الآية أحاديث كثيرة، أخرجها مجد الدين بن تيمية في " منتقى الأخبار " في ترجمة ( باب بقاء الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام، وأن لا هجرة من دار أسلم أهلها ) ثم قال : عن سَمُرة بن جُنْدب قال : قال رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم :< مَنْ جَامَعَ الْمُشْرِكَ وَسَكَنَ مَعَهُ فَإِنَّهُ مِثْلُهُ >
، رواه أبو داود.
وعن جرير بن عبد الله أن رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم بعث سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، فبلغ النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم فأمر لهم بنصف العقل، وقال :< أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين >، قالوا : يا رسول الله ! لم ؟ قال :< لا تراءى ناراهما >، رواه أبو داود والترمذيّ.
وعن معاوية قال : سمعت رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم يقول :< لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها >، رواه أحمد وأبو داود.
وعن عبد الله بن السَّعدِي أن رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم قال :< لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو >، رواه أحمد والنسائي، عن ابن عباس عن النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم قال :< لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية >، رواه الجماعة إلا ابن ماجة.
وعن عائشة، وسئلت عن الهجرة، فقالت : لا هجرة اليوم، كان المؤمن يفر بدينه إلى الله ورسوله مخالفة أن يفتن، فأما اليوم مفقد أظهر الله الإسلام، والمؤمن يعبد ربه حيث شاء، رواه البخاريّ.