وفي الصحيح عن النبيّ ﷺ :" إن في الجنة مائة درجةٍ أعدّها الله للمجاهدين في سبيله بين الدرجتين كما بين السماء والأرض " أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٣٤٤﴾.
وقال ابن عطية :
ودرجات الجهاد لو حصرت أكثر من هذه، لكن يجمعها بذل النفس والاعتمال بالبدن والمال في أن تكون كلمة الله هي العليا، ولا شك أن بحسب مراتب الأعمال ودرجاتها تكون مراتب الجنة ودرجاتها، فالأقوال كلها متقاربة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ٩٨﴾
وقال ابن الجوزى :
وفي المراد بالدرجات قولان.
أحدهما : أنها درجات الجنة، قال ابن مُحيريز : الدرجات : سبعون درجة ما بين كل درجتين حُضْرُ الفرس الجواد المضَّمرِ سبعين سنة، وإِلى نحوه ذهب مقاتل.
والثاني : أن معنى الدرجات : الفضائل، قاله سعيد بن جبير.
قال قتادة : كان يقال : الإِسلام درجة، والهجرة في الإِسلام درجة، والجهاد في الهجرة درجة، والقتل في الجهاد درجة.
وقال ابن زيد : الدرجات : هي السبع التي ذكرها الله تعالى في براءة حين قال :﴿ ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأٌ...
[ التوبة : ١٢٠ ] إِلى قوله :﴿ ولا يقطعون وادياً إِلا كتب لهم...
[ التوبة : ١٢١ ]
فإن قيل ما الحكمة في أن الله تعالى ذكر في أول الكلام درجة، وفي آخره درجات ؟ فعنه جوابان.
أحدهما : أن الدرجة الأولى تفضيل المجاهدين على القاعدين من أولي الضرر منزلة.
والدرجات : تفضيل المجاهدين على القاعدين من غير أولي الضرر منازل كثيرة، وهذا معنى قول ابن عباس.
والثاني : أن الدرجة الأولى درجة المدح والتعظيم، والدرجات : منازل الجنة، ذكره القاضي أبو يعلى. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ١٧٥ ـ ١٧٦﴾


الصفحة التالية
Icon