وأما تعلق العبوديات الخمس بحاسة الشم فالشم الواجب : كل شم تعين طريقا للتمييز بين الحلال والحرام كالشم الذي تعلم به هذه العين هل هي خبيثة
أو طيبة ؟ وهل هي سم قاتل أو لا مضرة فيه ؟ أو يميز به بين ما يملك ؟ الإنتفاع به وما لا يملك ومن هذا شم المقوم ورب الخبرة عند الحكم بالتقويم وشم [ العبيد ] ونحو ذلك.
وأما الشم الحرام : فالتعمد لشم الطيب في الإحرام وشم الطيب المغصوب والمسروق وتعمد شم الطيب من النساء الأجنبيات خشية الإفتتان بما وراءه.
وأما الشم المستحب : فشم ما يعينك على طاعة الله ويقوي الحواس ويبسط النفس للعلم والعمل ومن هذا هدية الطيب والريحان إذا أهديت لك ففي صحيح مسلم عن النبي ﷺ :" من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه طيب الريح خفيف المحمل ".
والمكروه : كشم طيب الظلمة وأصحاب الشبهات ونحو ذلك.
والمباح : مالا منع فيه من الله ولا تبعة ولا فيه مصلحة دينية ولا تعلق له بالشرع.
وأما تعلق هذه الخمسة بحاسة اللمس فاللمس الواجب : كلمس الزوجة حين يجب جماعها والأمة الواجب إعفافها.
والحرام : لمس ما لا يحل من الأجنبيات.
والمستحب : إذا كان فيه غض بصره وكف نفسه عن الحرام وإعفاف أهله.
والمكروه : لمس الزوجة في الإحرام للذة وكذلك في الإعتكاف وفي الصيام إذا لم يأمن على نفسه.
ومن هذا لمس بدن الميت لغير غاسله لأن بدنه قد صار بمنزلة عورة الحي تكريما له ولهذا يستحب ستره عن العيون وتغسيله في قميصه في أحد القولين ولمس فخذ الرجل إذا قلنا : هي عورة.
والمباح : مالم يكن فيه مفسدة ولا مصلحة دينية.
وهذه المراتب أيضا مرتبة على البطش باليد والمشي بالرجل وأمثلتها لا تخفى.