كذلك، فلهذا وغيره قلنا : إنّ كلّ فرع متوجّه إلى أصله وعابد له، ولهذا الموجب وسواه سرت أحكام العبوديّة والربوبيّة في كلّ شيء بحسب ما يليق به، فظهر سرّ المعيّة الإلهيّة الذاتيّة في كلّ شيء بالإحاطة الوجوديّة والعلميّة والحكميّة، فكلّ حاكم فبصفة الربوبيّة، وكلّ مجيب وتابع فبالصفة الأخرى، وقد عرّفتك مراتب ظهور هذه الأمور في الأشياء كيف تكون، ومتى تصحّ، ومتى تمتنع، وفي الشيء الواحد أيضا بحسب شؤونه المختلفة والمحالّ والمراتب والمحالي المتباينة والمؤتلفة، فتذكّر واكتف، واللّه الهادي.
فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب
بموجب التقسيم الإلهي، والتصرف النبوي، وهو آخر أقسامها والخصيص بالعبد، كما كان الأوّل خصيصا بالحقّ، والمتوسّط مشتركا بين الطرفين. أ هـ ﴿إعجاز البيان صـ ٢٢٧ ـ ٢٤٧﴾