والثاني : الحلال والحرام، قاله مقاتل
والثالث : بيانُ ما في الكتاب، وإِلهام الصواب، وإِلقاء صحة الجواب في الرّوع، قاله أبو سليمان الدمشقي.
وفي قوله :﴿ وعلمك ما لم تكن تعلم ﴾ ثلاثة أقوال.
أحدها : أنه الشرع، قاله ابن عباس ومقاتل.
والثاني : أخبار الأولين والآخرين، قاله أبو سليمان.
والثالث : الكتاب والحكمة، ذكره الماوردي.
وفي قوله :﴿ وكان فضل الله عليك عظيماً ﴾ ثلاثة اقوال.
أحدها : أنه المنة بالإِيمان.
والثاني : المنّة بالنبوّة، هذان عن ابن عباس.
والثالث : أن عامّ في جميع الفضل الذي خصّه الله به، قاله أبو سليمان. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ١٩٧﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وَأَنزَلَ الله عَلَيْكَ الكتاب والحكمة ﴾ أي القرآن الجامع بين العنوانين، وقيل : المراد بالحكمة السنة، وقد تقدم الكلام في تحقيق ذلك، والجملة على ما قال الأجهوري : في موضع التعليل لما قبلها، وإلى ذلك أشار الطبرسي وهو غير مسلم على ما ذهب إليه أبو مسلم.
﴿ وَعَلَّمَكَ ﴾ بأنواع الوحي ﴿ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ﴾ أي الذي لم تكن تعلمه من خفيات الأمور وضمائر الصدور، ومن جملتها وجوه إبطال كيد الكائدين، أو من أمور الدين وأحكام الشرع كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أو من الخير والشر كما قال الضحاك أو من أخبار الأولين والآخرين كما قيل أو من جميع ما ذكر كما يقال.
ومن الناس من فسر الموصول بأسرار الكتاب والحكمة أي أنه سبحانه أنزل عليك ذلك وأطلعك على أسراره وأوقفك على حقائقه فتكون الجملة الثانية كالتتمة للجملة الأولى، واستظهر في "البحر" العموم.
﴿ وَكَانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ لا تحويه عبارة ولا تحيط به إشارة، ومن ذلك النبوة العامة والرياسة التامة والشفاعة العظمى يوم القيامة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٥ صـ ١٤٤﴾
وقال ابن عاشور :
وجملة :﴿ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة ﴾ عطف على ﴿ وما يضرونك من شيء ﴾.
وموقعها لزيادة تقرير معنى قوله :﴿ ولولا فضل الله عليك ورحمته ﴾ ولذلك ختمها بقوله :﴿ وكان فضل الله عليك عظيماً ﴾، فهو مثل ردّ العجز على الصدر.
والكتاب : والقرآن.
والحكمة : النبوءة.
وتعليمه ما لم يكن يعلم هو ما زاد على ما في الكتاب من العلم الوارد في السنّة والإنباء بالمغيّباتِ. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ٢٥١ ـ ٢٥٢﴾