ولذلك نجد أن المشركين على عهد رسول الله يقولون عن الأصنام :
﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾
[سورة الزمر : ٣]
ولو قالوا : لا نذبح لهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، مثلا، لكان من الجائز أن يدخلوا في عبادة الله، ولكنهم يثبتون العبادة للأصنام ؛ لذلك لا مفر من دخولهم في الشرك. ويقول سيدنا إبراهيم عن الأصنام :
﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾
[الشعراء : ٧٧]
إنه يضع الاستثناء ليحدد بوضوح قاطع ويقول لقومه :
إن ما تعبدونه من الأصنام، كلهم عدو لي، إلا رب العالمين. كأن قوم إبراهيم كانوا يؤمنون بالله ولكن وضعوا معه بعض الشركاء. ولذلك قال إبراهيم عليه السلام عن الله :
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴾
[الشعراء : ٧٨-٧٩]
إذن الشرك ليس فقط إنكار الوجود لله بل قد يكون إشراكاً لغير الله مع الله. ولأن من يعبدونه ويدعونه في مصائبهم :﴿ إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً... ﴾ أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ٢٦٣٤ ـ ٢٦٣٦﴾