ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآيتين
قال رحمه الله :
﴿ إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً ﴾
و" إن " هنا بمعنى ما، فـ " إن " مرة تكون شرطية، ومرة تكون نافية. مثل قوله في موقع آخر :
﴿ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ ﴾
[المجادلة : ٢]
أي إن الحق يقول :﴿ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ ﴾. وكذلك " إنْ " في قوله :﴿ إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً ﴾، وكان العرب ينسبون إلى المرأة كل ما هو هيّن وضعيف ولذلك قال الحق :
﴿ أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ﴾
[الزخرف : ١٨]
فالإناث في عرف العرب لا تستطيع النصر أو الدفاع، ولذلك يقول الشاعر : وما أدرى ولست أخال أدرى أقوم آل حصن أم نساء
والقوم هنا مقصود بهم الرجال لأنهم يقومون لمواجهة المشكلات فلماذا تدعون مع الله إناثاً ؟. هل تفعلون ذلك لأنها ضعيفة، أو لأنكم تقولون : إن الملائكة بنات الله ؟. وكانوا يعبدون الملائكة. وعندما تريدون القسمة لماذا تجعلون لله بنات ؟. على الرغم من أنه سبحانه خلق البنين والبنات.
ولذلك قال الحق :
﴿ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ﴾
[النجم : ٢٢]
أي قسمة جائرة لم يراع فيها العدل.
وعندما ننظر إلى الأصنام كلها نجد أن أسماءها أسماء مؤنثة :
﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ﴾
[النجم : ١٩-٢٠]
وكذلك كان هناك صنم اسمه " إساف " و " نائلة "، فهل هذه الأصنام إناث ؟ وكيف تدعون النساء والنساء لا ينصرن ولا ينفعن ؟. وهل ما تعبدون من دون الله أصنام بأسماء إناث، أو هي نساء، أو هي ملائكة ؟


الصفحة التالية
Icon