لطيفة
قال السمرقندى :
مرّ ابن عمر على ابن الزبير وهو مصلوب، فنظر إليه فقال : يغفر الله لك ثلاثاً، والله ما علمتك إلا كنت صواماً قواماً وصّالاً للرحم، أما والله إني لأرجو مع مساوىء ما أصبت أن لا يعذبك الله بعدها أبداً، ثم التفت فقال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : قال رسول الله ﷺ :" مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيَا " وروى محمد بن قيس، عن أبي هريرة قال : لما نزلت ﴿ مَن يَعْمَلْ سُوءا يُجْزَ بِهِ ﴾ شق ذلك على المسلمين، فشكوا ذلك إلى رسول الله ﷺ فقال :" قَارِبُوا وَسَدِّدُوا فَكُلُّ مَا يُصِيبُ المُؤْمِنَ كَفَّارَةٌ حَتَّى الشَّوْكَةُ تُشَاكُهُ والنَّكْبَةُ تَنْكُبُهُ ". أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ٣٦٦﴾
قوله تعالى ﴿وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ الله وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ﴾
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ الله وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ﴾ يعني المشركين ؛ لقوله تعالى :﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والذين آمَنُواْ فِي الحياة الدنيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد ﴾ [ غافر : ٥١ ].
وقيل :﴿ مَن يَعْمَلْ سواءا يُجْزَ بِهِ ﴾ إلاَّ أن يتوب.
وقراءة الجماعة "وَلاَ يَجِدْ لَهُ" بالجزم عطفاً على "يُجْزَ بِهِ" وروى ابن بكّار عن ابن عامر "وَلاَ يَجِدُ" بالرفع استئنافاً.
فإن حملت الآية على الكافر فليس له غداً ولِيّ ولا نصير.
وإن حملت على المؤمن فليس ( له ) ولِيّ ولا نصير دون الله. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٣٩٨ ـ ٣٩٩﴾.
فصل
قال الفخر :
قالت المعتزلة : دلت الآية على نفي الشفاعة،
والجواب من وجهين :
الأول : أنا قلنا أنَّ هذه الآية في حق الكفار.
والثاني : أن شفاعة الأنبياء والملائكة في حق العصاة إنما تكون بإذن الله تعالى، وإذا كان كذلك فلا ولي لأحد ولا نصير لأحد إلا الله سبحانه وتعالى. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٤٤﴾