فصل
قال الفخر :
ذكروا في سبب نزول هذه الآية قولين :
الأول : أن العرب كانت لا تورث النساء والصبيان شيئاً من الميراث كما ذكرنا في أول هذه السورة، فهذه الآية نزلت في توريثهم.
والثاني : أن الآية نزلت في توفية الصداق لهن، وكان اليتيمة تكون عند الرجل فإذا كانت جميلة ولها مال تزوج بها وأكل مالها، وإذا كانت دميمة منعها من الأزواج حتى تموت فيرثها، فأنزل الله هذه الآية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٥٠﴾
فصل
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النسآء﴾.
نزلت بسبب سؤال قوم من الصحابة عن أمر النساء وأحكامهن في الميراث وغير ذلك ؛ فأمر الله نبيه عليه السلام أن يقول لهم : الله يفتيكم فيهن ؛ أي يبيّن لكم حكم ما سألتم عنه.
وهذه الآية رجوع إلى ما افتتحت به السورة من أمر النساء، وكان قد بقيت لهم أحكام لم يعرفوها فسألوا فقيل لهم : إن الله يفتيكم فيهن.
روى أشهب عن مالك قال : كان النبيّ ﷺ يُسأل فلا يُجيب حتى ينزل عليه الوَحْيُ، وذلك في كتاب الله ﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النسآء قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ ﴾.
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اليتامى ﴾ [ البقرة : ٢٢٠ ].
و﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخمر والميسر ﴾ [ البقرة : ٢١٩ ].
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال ﴾ [ طه : ١٠٥ ].
قوله تعالى :﴿ وَمَا يتلى عَلَيْكُمْ ﴾ ﴿ مَا ﴾ في موضع رفع، عطف على اسم الله تعالى.
والمعنى : والقرآن يفتيكم فيهن، وهو قوله :﴿ فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النسآء ﴾ [ النساء : ٣ ] وقد تقدّم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٤٠٢﴾.