وروى جابر بن عبد الله عن رسول الله ﷺ قال :" اتخذ الله إبراهيم خليلاً لإطعامه الطعام وإفشائه السلام وصلاته بالليل والناسُ نيام " وروى عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبيّ ﷺ قال :" "يا جبريل لِم اتخذ الله إبراهيم خليلاً" ؟ قال : لإطعامه الطعام يا محمد " وقيل : معنى الخليل الذي يوالي في الله ويعادي في الله.
والخُلّة بين الآدميِّين الصداقة ؛ مشتقة من تخلل الأسرار بين المتخالّين.
وقيل : هي من الخَلّة فكل واحد من الخليلين يسدّ خَلّة صاحبه.
وفي مصنَّف أبي داود عن أبي هريرة أن النبيّ ﷺ قال :" الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " ولقد أحسن من قال :
من لم تكن في اللَّه خُلّتُه...
فخليله منه على خطر
آخر :
إذا ما كنت متّخِذا خليلا...
فلا تَثِقَنْ بكلِّ أخي إخاءِ
فإن خيّرت بينهُم فألصِق...
بأهل العقل منهم والحَياءِ
فإن العقل ليس له إذا ما...
تفاضلَت الفضائلُ من كِفاءِ
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه :
أخلاّء الرجال همُ كثيرٌ...
ولكن في البلاء هُمُ قليلُ
فلا تغررْك خُلّةُ من تؤاخي...
فمالك عند نائبةٍ خليل
وكل أخٍ يقول أنا وفِيٌّ...
ولكن ليس يفعل ما يقول
سوى خِلٍّ له حسَبٌ ودِينٌ...
فذاك لما يقول هو الفَعُول أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٣٩٩ ـ ٤٠١﴾.