قوله تعالى ﴿وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾
فائدة
قال الفخر :
وفي الآية قراءتان قرأ الجمهور ﴿وَإِن تَلْوُواْ﴾ بواوين، وقرأ ابن عامر وحمزة ﴿تلوا﴾ وأما قراءة تلووا ففيه وجهان : أحدهما : أن يكون بمعنى الدفع والإعراض من قولهم : لواه حقه إذا مطله ودفعه.
الثاني : أن يكون بمعنى التحريف والتبديل من قولهم : لوى الشيء إذا فتله، ومنه يقال : التوى هذا الأمر إذا تعقد وتعسر تشبيهاً بالشيء المنفتل، وأما ﴿تلوا﴾ ففيه وجهان : الأول : أن ولاية الشيء إقبال عليه واشتغال به، والمعنى أن تقبلوا عليه فتتموه أو تعرضوا عنه فإن الله كان بما تعلمون خبيراً فيجازى المسحن المقبل بإحسانه والمسيء المعرض بإساءته، والحاصل : إن تلووا عن إقامتها أو تعرضوا عن إقامتها، والثاني : قال الفرّاء والزجاج : يجوز أن يقال :﴿تلوا﴾ أصله تلووا ثم قلبت الواو همزة، ثم حذفت الهمزة وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها فصار ﴿تَلْوُواْ﴾ وهذا أضعف الوجهين، وأما قوله ﴿فَإِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْلَمُونَ خَبِيراً﴾ فهو تهديد ووعيد للمذنبين ووعد بالإحسان للمطيعين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٥٩﴾
فائدة
قال القرطبى :
وقد استدل بعض العلماء في رد شهادة العبد بهذه الآية ؛ فقال : جعل الله تعالى الحاكم شاهداً في هذه الآية، وذلك أدل دليل على أن العبد ليس من أهل الشهادة ؛ لأن المقصود منه الاستقلال بهذا المهم إذا دعت الحاجة إليه، ولا يتأتى ذلك من العبد أصلاً فلذلك ردّت الشهادة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٤١٤﴾.
فائدة
قال ابن عطية :
ولفظ الآية يعم القضاء والشهادة والتوسط بين الناس، وكل إنسان مأخوذ بأن يعدل، والخصوم مطلوبون بعدل ما في القضاة فتأمله. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ١٢٣﴾
من فوائد ابن الجوزى فى الآية
قال عليه الرحمة :
قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط ﴾ في سبب نزولها قولان.
أحدهما : أن فقيراً وغنياً اختصما إِلى النبي ﷺ،


الصفحة التالية
Icon