و"كسالى" حال لازمة من ضمير ﴿ قاموا ﴾، لأنّ قاموا لا يصلح أن يقع وحده جواباً ل"إذا" التي شرطها "قاموا"، لأنّه لو وقع مجرّداً لكان الجواب عين الشرط، فلزم ذكر الحال، كقوله تعالى :﴿ وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراماً ﴾ [ الفرقان : ٧٢ ] وقول الأحوص الأنصاري :
فإذا تَزُولُ تَزُولُ عن مُتَخَمِّطٍ...
تُخْشَى بَوادره على الأقران. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ٢٨٧ ـ ٢٨٨﴾
وقال الآلوسى :
﴿ إِنَّ المنافقين يخادعون الله ﴾ أي يفعلون ما يفعل المخادع فيظهرون الإيمان ويضمرون نقيضه، وعن الحسن واختاره الزجاج أن المراد يخادعون النبي ﷺ على حد ﴿ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله ﴾ [ الفتح : ١٠ ] ﴿ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ أي فاعل بهم ما يفعل الغالب في الخداع حيث تركهم في الدنيا معصومي الدماء والأموال وأعد لهم في الآخرة الدرك الأسفل من النار، وقيل : خداعه تعالى لهم أن يعطيهم سبحانه نوراً يوم القيامة يمشون به مع المسلمين ثم يسلبهم ذلك النور ويضرب بينهم بسور، وروي ذلك عن الحسن، أيضاً والسدي واختاره جماعة من المفسرين وقد مر تحقيق ذلك ولله تعالى الحمد.
والجملة في محل نصب على الحال أو معطوفة على خبر ﴿ إن ﴾ أو مستأنفة كالأولى.
﴿ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصلاة قَامُواْ كسالى ﴾ أي متثاقلين متباطئين لا نشاط لهم ولا رغبة كالمكره على الفعل لأنهم لا يعتقدون ثواباً في فعلها ولا عقاباً على تركها، وقرىء بفتح الكاف وهما جمعا كسلان. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٥ صـ ١٧٥﴾
قوله تعالى ﴿يُرَاءونَ الناس وَلاَ يَذْكُرُونَ الله إِلاَّ قَلِيلاً﴾
قال الفخر :
المعنى أنهم لا يقومون إلى الصلاة إلا لأجل الرياء والسمعة، لا لأجل الدين.
فإن قيل : ما معنى المراآة وهي مفاعلة من الرؤية.