فتعيّن أنّ المعنى أنهم أضاعوا الإيمان والانتماء إلى المسلمين، وأضاعوا الكفر بمفارقة نصرة أهله، أي كانوا بحالة اضطراب وهو معنى التذبذب.
والمقصود من هذا تحقيرهم وتنفير الفريقين من صحبتِهم لينبذهم الفريقان. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ٢٨٩ ـ ٢٩٠﴾
قوله تعالى ﴿وَمَن يُضْلِلِ الله فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً﴾
قال الآلوسى :
﴿ وَمَن يُضْلِلِ الله ﴾ لعدم استعداده للهداية والتوفيق ﴿ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ﴾ موصلاً إلى الحق والصواب فضلاً عن أن تهديه إليه، والخطاب لكل من يصلح له وهو أبلغ في التفظيع. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٥ صـ ١٧٧﴾

فصل


قال الفخر :
احتج أصحابنا بهذه الآية على قولهم من وجهين :
الأول : أن ذكر هذا الكلام عقيب قوله ﴿مُّذَبْذَبِينَ﴾ يدل على أن تلك الذبذبة من الله تعالى، وإلا لم يتصل هذا الكلام بما قبله.
والثاني : أنه تصريح بأن الله تعالى أضله عن الدين.
قالت المعتزلة : معنى هذا الإضلال سلب الألطاف، أو هو عبارة عن حكم الله عليه بالضلال، أو هو عبارة عن أن الله تعالى يضله يوم القيامة عن طريق الجنة، وهذه الوجوه قد تكلمنا عليها مراراً. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٦٨ ﴾


الصفحة التالية
Icon