وقال الزمخشري : نفي للغفران والهداية، وهي اللطف على سبيل المبالغة التي توطئها اللام، والمراد : بنفيهما نفي ما يقتضيهما وهو الإيمان الخالص الثابت انتهى.
وظاهر كلامه أنه يقول بقول الكوفيين، وهو أنهم يقولون : إذا قلت لم يكن زيد ليقوم، أنْ خبر لم يكن هو قولك ليقوم، واللام للتأكيد زيدت في النفي، والمنفي هو القيام، وليست أن مضمرة بل اللام هي الناصبة.
والبصريون يقولون : النصب بإضمار أنْ، وينسبك من أن المضمرة والفعل بعدها مصدر، وذلك المصدر لا يصح أنْ يكون خبراً، لأنه معنى والمخبر عنه جثة.
ولكن الخبر محذوف، واللام تقوية لتعدية ذلك الخبر إلى المصدر لأنه جثة.
وأضمرت أنْ بعدها وصارت اللام كالعوض من أن المحذوفة، ولذلك لا يجوز حذف هذه اللام، ولا الجمع بينها وبين أن ظاهرة.
ومعنى قوله : والمراد بنفيهما نفي ما يقتضيهما أن المعنى لم يكونوا ليؤمنوا فيغفر الله لهم ويهديهم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ٣٨٧ ـ ٣٨٨﴾
ومن فوائد ابن عاشور فى الآية
قال رحمه الله :
﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (١٣٧)﴾
استئناف عن قوله :﴿ ومن يكْفُرْ بالله ﴾ [ النساء : ١٣٦ ] الآية، لأنّه إذا كان الكفر كما علمت، فما ظنّك بكفر مضاعَف يعاوده صاحبه بعد أن دخل في الإيمان، وزالت عنه عوائق الاعتراف بالصدق، فكفره بئس الكفر.