﴿ وَقُلْنَا لَهُمُ ﴾ على لسان يوشع عليه السلام بعد مضي زمان التيه ﴿ ادخلوا الباب ﴾ قال قتادة فيما رواه ابن المنذر وغيره عنه : كنا نتحدث أنه باب من أبواب بيت المقدس، وقيل : هو إيلياء، وقيل : أريحاء، وقيل : هو اسم قرية أو : قلنا لهم على لسان موسى عليه السلام والطور مظل عليهم ادخلوا الباب المذكور إذا خرجتم من التيه، أو باب القبة التي كانوا يصلون إليها لأنهم لم يخرجوا من التيه في حياته عليه السلام والظاهر عدم القيد ﴿ سُجَّدًا ﴾ متطامنين خاضعين، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ركعاً، وقيل : ساجدين على جباهكم شكراً لله تعالى. أ هـ ﴿ روح المعانى حـ ٦ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله تعالى :﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمْ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِم ﴾ يعني : بالعهد الذي أخذ عليهم بعد تصديقهم بالتوراة ان يعملوا بما فيها، فخالفوا بعبادة العجل ونقضوه، فرفع الله عليهم الطور، ليتوبوا، وإلاَّ سقط عليهم فتابوا حينئذ.
﴿ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنه باب الموضع الذي عبدوا فيه العجل، وهو من أبواب بيت المقدس، وهذا قول قتادة.
والثاني : باب حِطَّة فأمروا بدخوله ساجدين لله عز وجل.
﴿ وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ ﴾ قرأ ورش عن نافع ﴿ تَعَدُّوا ﴾ بفتح العين وتشديد الدال، من الاعتداء، وقرأ الباقون بالتخفيف من عَدَوت. وعدوهم فيه تجاوزهم حقوقه، فيكون تعديهم فيه - على تأويل القراءة الثانية- ترك واجباته.
﴿ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً ﴾ وهو ميثاق آخر بعد رفع الطور عليهم، غير الميثاق الأول.
وفي قوله تعالى :﴿ غَلِيظاً ﴾ قولان :
أحدهما : أنه العهد بعد اليمين.
والثاني : أن بعض اليمين ميثاق غليظ. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ١ صـ ﴾
فائدة
قال الفخر :
﴿لاَ تَعْدُواْ فِى السبت﴾، فيه وجهان : الأول : لا تعدوا باقتناص السمك فيه