وقدره ابن عطية : لعناهم وأذللناهم، وحتمنا على الوافين منهم الخلود في جهنم.
قال ابن عطية : وحذف جواب هذا الكلام بليغ متروك مع ذهن السامع انتهى.
وتسمية ما يتعلق به المجرور بأنه جواب اصطلاح لم يعهد في علم النحو، ولا تساعده اللغة، لأنه ليس بجواب.
وجوزوا أن يتعلق بقوله :﴿ حرمنا عليهم ﴾ على أن قوله :﴿ فبظلم من الذين هادوا ﴾ بدل من قوله : فبما نقضهم ميثاقهم، وقاله الزجاج، وأبو بكر، والزمخشري، وغيرهم.
وهذا فيه بعد لكثرة الفواصل بين البدل والمبدل منه، ولأن المعطوف على السبب سبب، فيلزم تأخر بعض أجزاء السبب الذي للتحريم في الوقت عن وقت التحريم، فلا يمكن أن يكون جزء سبب أو مسبباً إلا بتأويل بعيد وبيان ذلك أن قولهم على مريم بهتاناً عظيماً، وقولهم : إنا قتلنا المسيح، متأخر في الزمان عن تحريم الطيبات عليهم، فالأولى أن يكون التقدير : لعناهم، وقد جاء مصرحاً به في قوله :﴿ فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ﴾ ﴿ فلا يؤمنون إلا قليلاً ﴾ تقدم تفسير هذه الجملة فأغنى عن إعادته. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon