قوله تعالى ﴿وَكَانَ الله سَمِيعاً عَلِيماً﴾
قال الفخر :
﴿وَكَانَ الله سَمِيعاً عَلِيماً﴾ هو تحذير من التعدي في الجهر المأذون فيه، ويعني فليتق الله ولا يقل إلا الحق ولا يقذف مستوراً بسوء فإنه يصير عاصياً لله بذلك، وهو تعالى سميع لما يقوله عليم بما يضمره. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٧٤﴾
وقال أبو حيان :
﴿ وكان الله سميعاً عليماً ﴾ أي سميعاً لما يجهر به من السوء، عليماً بما يسر به منه.
وقيل : سميعاً لكلام المظلوم، عليماً بالظالم.
وقيل : سميعاً بشكوى المظلوم، عليماً بعقبى الظالم، أو عليماً بما في قلب المظلوم، فليتق الله ولا يقل إلا الحق.
وهذه الجملة خبر ومعناه التهديد والتحذير. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
وجملة ﴿ وكان الله سميعاً عليماً ﴾ عطف على ﴿ لا يحبّ ﴾، والمقصود أنَّه عليم بالأقوال الصادرة كلّها، عليم بالمقاصد والأمور كلّها، فذِكْرُ "عليماً" بعد "سميعاً" لقصد التعميم في العلم، تحذيراً من أن يظنّوا أنّ الله غير عالم ببعض ما يصدر منهم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon