قال الله تعالى :﴿ بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا ﴾ يعني ختم الله على قلوبهم ﴿ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ أي لا يؤمنون إلا قليل منهم ويقال لا يؤمنون إلا بالقليل لأنهم آمنوا ببعض وكفروا ببعض.
وقال مقاتل : يعني ما أقل ما يؤمنون، يقول : بأنهم لا يؤمنون البتة. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
وقوله تعالى ﴿ فبما نقضهم ﴾ الآية، إخبار عن أشياء واقعوها هي في الضد مما أمروا به وذلك أن الميثاق الذي رفع الطور من أجله نقضوه، والإيمان الذي تضمنه ﴿ ادخلوا الباب سجداً ﴾ إذ ذلك التواضع إنما هو ثمرة الإيمان والإخبات جعلوا بدله كفرهم بآيات الله، وقولهم : حبة في شعرة وحنطة في شعيرة، ونحو ذلك مما هو استخفاف بأمر الله وكفر به، وكذلك أمروا أن لا يعتدوا في السبت، وفي ضمن ذلك الطاعة وسماع الأمر، فجعلوا بدل ذلك الانتهاء إلى انتهاك أعظم حرمة، وهي قتل الأنبياء، وكذلك أخذ " الميثاق الغليظ " منهم تضمن فهمهم بقدر ما التزموه، فجعلوا بدل ذلك تجاهلهم. وقولهم ﴿ قلوبنا غلف ﴾ أي هي في حجب وغلف، فهي لا تفهم، وأخبر الله تعالى أن ذلك كله عن طبع منه على قلوبهم، وأنهم كذبة فيما يدعونه من قلة الفهم، وقرأ نافع " تعْدّوا " بسكون العين وشد الدال المضمومة، وروى عنه ورش " تعَدّوا " بفتح العين وشد الدال المضمومة وقرأ الباقون " لا تعْدوا " ساكنة العين خفيفة الدال مضمومة وقرأ الأعمش والحسن " لا تعتدوا " وقوله تعالى :﴿ فبما ﴾ ما زائدة مؤكدة، التقدير فبنقضهم، وحذف جواب هذا الكلام بليغ منهم، متروك مع ذهن السامع، تقديره لعناهم وأذللناهم، وحتمنا على الموافين منهم الخلود في جهنم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد الآلوسى فى الآية
قال رحمه الله :