[ ما نصُّه :] " وهذا يُقَوِّي :" ما أتَانِي زَيْدٌ إلا عَمرٌو، ومَا أعانهُ إخْوَانكُم إلاَّ إخْوانُه " ؛ لأنها معارفُ ليست الأسماء الآخرة بها ولا بعضها " ولم يصرِّح، ولا لَوَّحَ أن " مَا أتَانِي زَيدٌ إلاَّ عمرٌو " من كلام العرب، قال من شرح كلام سيبويه : فهذا يُقَوِّي " مَا أتَانِي زَيْدٌ إلا عمرٌو "، أي : ينبغي أن يَثْبُتَ هذا من كلام العرب ؛ لأن النبل معرفةٌ ليس بالمشرفيِّ، كما أن زيداً ليس بعمرو، كما أنَّ إخوة زيدٍ ليسوا إخوتَكَ، قال أبو حيان :" وليس " مَا أتَانِي زَيدٌ إلاَّ عمرٌو " نظير البيت ؛ لأنَّه قد يُتَخَيَّلُ عمومٌ في البيت ؛ إذ المعنى : لا يُغْنِي السلاح، وأمَّا " زَيْد " فلا يتوهَّم فيه عمومٌ ؛ على أنه لو ورد من كلامهم :" مَا أتَانِي زَيدٌ إلاَّ عمرٌو "، لأمكن أن يصحَّ على " مَا أتَانِي زَيدٌ ولا غَيرُهُ إلاَّ عمرٌو "، فحذف المعطوفُ ؛ لدلالة الاستثناء عليه، أمَّا أن يكون على إلغاء الفاعل، أو على كون " عَمْرو " بدلاً من " زَيْد "، فإنه لا يجوز، وأمَّا الآية فليست ممَّا ذكر ؛ لأنه يحتمل أن تكون " مَنْ " مفعولاً بها، و" الغَيْبَ " بدلٌ منها بدلُ اشتمال، والتقديرُ : لا يعلم غيب من في السماوات والأرض إلاَّ اللَّهُ، أي : سِرَّهُمْ وعلانيتَهُمْ لا يَعْلَمُهُم إلا الله، ولو سُلِّم أن " مَنْ " مرفوعةُ المحلِّ، فيتخيلَّ فيها عمومٌ، فيُبدل منها " الله " مجازاً ؛ كأنه قيل : لا يعلمُ المَوْجُودُونَ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ، أو يكونُ على سبيل المجازِ في الظرفيَّة بالنسبة إلى الله تعالى ؛ إذ جاء ذلك عنه في القرآن والسنة نحو :