وزعم بعضهم أن الخبر محذوف أي أضدادهم ومقابلوهم، والإتيان بسوف لتأكيد الموعود الذي هو الإيتاء والدلالة على أنه كائن لا محالة وإن تأخر لا الإخبار بأنه متأخر إلى حين، فعن الزمخشري أن يفعل الذي للاستقبال موضوع لمعنى الاستقبال بصيغته ؛ فإذا دخل عليه سوف أكد ما هو موضوع له من إثبات الفعل في المستقبل لا أن يعطي ماليس فيه من أصله فهو في مقابلة لن ومنزلته من يفعل منزلة لن من لا يفعل لأن لا لنفي المستقبل فإذا وضع لن موضعه أكد المعنى الثابت وهو نفي المستقبل فإذاً كل واحد من لن وسوف حقيقته التوكيد، ولهذا قال سيبويه : لن يفعل نفي سوف يفعل وكأنه اكتفى سبحانه ببيان ما لهؤلاء المؤمنين عن أن يقال : أولئك هم المؤمنون حقاً مع استفادته مما دل على الضدية، وفي الآية التفات من التكلم إلى الغيبة.
وقرأ نافع وابن كثير وكثير نؤتيهم بالنون فلا التفات. أ هـ ﴿ روح المعانى حـ ٦ صـ ﴾

فصل


قال الفخر :
تمسك أصحابنا بهذه الآية في إثبات العفو وعدم الاحباط فقالوا : إنه تعالى وعد من آمن بالله ورسله بأن يؤتيهم أجورهم، والمفهوم منه يؤتيهم أجورهم على ذلك الإيمان، وإلاّ لم تصلح هذه الآية لأن تكون ترغيباً في الإيمان، وذلك يوجب القطع بعدم الإحباط والقطع بالعفو وبالإخراج من النار بعد الإدخال فيها. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٧٥ ـ ٧٦﴾
قوله تعالى :﴿سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ﴾
قال الفخر :
قوله تعالى :﴿سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ﴾ معناه أن إيتاءها كائن لا محالة وإن تأخر فالغرض به توكيد الوعد وتحقيقه لا كونه متأخراً. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٧٦﴾
قوله تعالى ﴿وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً﴾
قال الفخر :
المراد أنه وعدهم بالثواب ثم أخبرهم بعد ذلك بأنه يتجاوز عن سيئاتهم ويعفو عنها ويغفرها. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٧٦﴾


الصفحة التالية
Icon