تعالى ومن أصدق من الله قيلاً: ﴿إِنْ هُمْ إِلاّ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾، وهؤلاء هم الذين عناهم الله سبحانه بقوله: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾، ومن أمة الضلال بشهادة الله ورسوله عليهم، وأمة اللعن بشهادتهم على نفوسهم بلعن بعضهم بعضاً، وقد لعنهم الله سبحانه على لسان رسوله في قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما فعلوه.
هذا، والكتاب واحد، والرب واحد، والنبي واحد، والدعوى واحدة، وكلهم يتمسك بالمسيح وإنجيله وتلاميذه، ثم يختلفون فيه هذا الاختلاف المتباين، فمنهم من يقول: إنه إله، ومنه من يقول: ابن الله، ومنهم من يقول: ثالث ثلاثة، ومنهم من يقول: إنه عبد، ومنهم من يقول: إنه أقنوم وطبيعة، ومنهم من يقول: أقنومان وطبيعتان، إلى غير ذلك من المقالات التي حكوها عن أسلافهم، وكل منهم يكفر صاحبه.
فلو أن قوماً لم يعرفوا لهم إلهاً ثم عرض عليهم دين النصرانية هكذا لتوقفوا عنه، وامتنعوا من قبوله.
فوازن بين هذا وبين ما جاء به خاتم الأنبياء والرسل صلوات الله عليه وسلامه ؛ تعلم علماً يضارع المحسوسات أو يزيد عليها أن الدين عند الله الإسلام. أ هـ ﴿ هداية الحيارى حـ ٣ صـ ٢٥١ ـ ٢٧٩ ﴾


الصفحة التالية
Icon