وروي أن الحجاج بن يوسف سأل شهر بن حوشب عن هذه الآية فقال إني لأوتى بالأسير من اليهود والنصارى، فآمر بضرب عنقه، وأنظر إليه في ذلك الوقت فلا أرى منه الإيمان، فقال له شهر بن حوشب : إنه حين يعاين أمر الآخرة يقر بأن عيسى عبد الله ورسوله فيؤمن به ولا ينفعه.
فقال له الحجاج : من أين أخذت هذا؟ قال : أخذته من محمد بن الحنفية.
فقال له الحجاج : لقد أخذت من عين صافية.
وروي عن سعيد بن جبير أنه قال :﴿ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾ يعني قبل موت عيسى عليه السلام هكذا قال الحسن.
قال الفقيه : حدّثنا عمر بن محمد، قال : حدّثنا أبو بكر الواسطي، قال : حدّثنا إبراهيم بن يوسف، قال : حدّثنا يزيد بن زريع، عن رجل، عن الحسن في قوله :﴿ وَإِن مّنْ أَهْلِ الكتاب إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾ قال : قبل موت عيسى، والله إنه لحي عند الله الآن، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون.
وروي عن ابن عباس أنه قال : يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة نبياً إماماً مهدياً، ثم يموت وتصلي عليه هذه الأمة.
وقال الضحاك : يهبط عيسى عليه السلام من السماء إلى الأرض بعد خروج الدجال، فيكون هبوطه على صخرة بيت المقدس، ثم يقتل الدجال، ويكسر الصليب، ويهدم البيع والكنائس، ولا يبقى على وجه الأرض يهودي ولا نصراني إلا آمن بالمسيح ودخل في الإسلام.
ثم قال تعالى :﴿ وَيَوْمَ القيامة يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ﴾ يعني يكون عليهم عيسى عليه السلام شهيداً، بأنه قد بلغهم الرسالة. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾