وقوله تعالى :﴿ والمؤتون الزكاة ﴾ عطف على والمؤمنون لأنه من صفتهم ﴿ والمؤمنون بالله واليوم الآخر ﴾ يعني والمصدقون بوحدانية الله تعالى وبالبعث بعد الموت وبالثواب وبالعقاب ﴿ أولئك ﴾ يعني من هذه الأوصاف صفته ﴿ سنؤتيهم أجراً عظيماً ﴾ يعني سنعطيهم على ما كان منهم من طاعة الله وإتباع أمره ثواباً عظيماً وهو الجنة. (١ ) أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ١ صـ ﴾

(١) ردّ الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله هذا القول من وجوه عديدة، فقال :"لو كان ذلك خطأ من الكاتب لكان الواجب أن يكون في كل المصاحف غير مصحفنا الذي كتبه لنا الكاتب الذي أخطأ في كتابه وفي اتفاق مصحفنا ومصحف أبي في ذلك ما يدل على أن الذي في مصحفنا من ذلك صواب غير خطأ. مع أن ذلك لو كان خطأ من جهة الخط لم يكن الذين أخذ عنهم القرآن من أصحاب رسول الله ﷺ يعلّمون من علّموا ذلك من المسلمين على وجه اللحن، ولأصلحوه بألسنتهم ولقنوه الأمة تعليما على وجه الصواب. وفي نقل المسلمين جميعا ذلك قراءة على ما هو به في الخط مرسوما أدل الدليل على صحة ذلك وصوابه، وأن لا صنع في ذلك للكاتب" تفسير الطبري : ٩ / ٣٩٧ - ٣٩٨ بتعليق الشيخ شاكر. وانظر : الإتقان للسيوطي : ٢ / ٣٢٠ - ٣٢١ بتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم.


الصفحة التالية
Icon