لن يموت واحد من أهل الكتاب إلا بعد أن يؤمن بعيسى، ويصح أيضاً : لن يموت عيسى إلا بعد أن يؤمن به كل واحد من أهل الكتاب، ولأن الضمير لا يعرف إلا بمرجعه، والمرجع يبين الضمير. فإن كانت هناك ألفاظ سبقت.. فكل منها يصح أن يكون مرجعاً، أو أن يعود الضمير على بعض مرجعه كقول الحق :﴿ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ ﴾ [ فاطر : ١١ ]
والمعمَّر هو الإنسان الذي طعن في السن، ولا ينقص من عمر هذا المعمَّر إلا كما أراد الله، والهاء في " عمره " تعود إلى بعض من المعمَّر. ذلك أن كلمة " معمَّر " مكونة من عنصرين هما " ذات الرجل " و" عمر الرجل "، فلما عاد الضمير عاد على الذات دون التعمير، فيكون المعنى هو : وما يعمَّر من معمَّر ولا ينقص من عمر ذات لم يثبت لها التعمير. وماذا يكون الحال حين يوجد مرجعان؟ مثل قوله الحق :﴿ رَفَعَ السماوات بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ [ الرعد : ٢ ]
هنا نجد مرجعين :" السماء " و" العمد " فعلى أي منهما تعود الهاء الموجودة في كلمة " ترونها "، هل تعود " الهاء " إلى المرجع الأول وهو السموات، أو للمرجع الثاني وهو " العمد "؟ يصح أن تعود " الهاء " إلى السموات.
. أي خلق السموات مرتفعة قائمة بقدرته لا تستند على شيء وأنتم تنظرون إليها وتشاهدونها بغير دعائم، ويصح أيضاً أن تعود إلى العمد. أي بغير العمد التي نعرفها ولكن رفعها الحق بقوانين الجاذبية. أو رفع السموات ﴿ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ أي أن العمد مختفية عن رؤية البشر. وهكذا يصح أن يًنسب الضمير ويعود إلى أحد المرجعين.