وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن شهر بن حوشب في قوله ﴿ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ﴾ عن محمد بن علي بن أبي طالب هو ابن الحنفية، قال : ليس من أهل الكتاب أحد إلا أتته الملائكة يضربون وجهه ودبره، ثم يقال : يا عدو الله إن عيسى روح الله وكلمته، كذبت على الله وزعمت أنه الله، إن عيسى لم يمت وإنه رفع إلى السماء، وهو نازل قبل أن تقوم الساعة، فلا يبقى يهودي ولا نصراني إلا آمن به.
وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب قال : قال لي الحجاج : يا شهر آية من كتاب الله ما قرأتها إلا اعترض في نفسي منها شيء؟ قال الله ﴿ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ﴾ وإني أوتى بالأسارى فأضرب أعناقهم ولا أسمعهم يقولون شيئاً؟ فقلت : رفعت إليك على غير وجهها، وإن النصراني إذا خرجت روحه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره، وقالوا : أي خبيث، إن المسيح الذي زعمت أنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، عبد الله، وروحه، وكلمته، فيؤمن حين لا ينفعه إيمانه، وإن اليهودي إذا خرجت نفسه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره، وقالوا : أي خبيث، إن المسيح الذي زعمت أنك قتلته عبد الله، وروحه، فيؤمن به حين لا ينفعه الإيمان، فإذا كان عند نزول عيسى آمنت به أحياؤهم كما آمنت به موتاهم.
فقال : من أين أخذتها؟ فقلت : من محمد بن علي. قال : لقد أخذتها من معدنها. قال شهر : وأيم الله ما حدثنيه إلا أم سلمة، ولكني أحببت أن أغيظه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ﴿ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ﴾ قال : إذا نزلت آمنت به الأديان كلها ﴿ ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً ﴾ أنه قد بلَّغ رسالة ربه، وأقرَّ على نفسه بالعبودية.