قوله سبحانه ﴿ وَيَوْمَ القيامة ﴾ العامل فيه " شَهِيداً " وفيه دليلٌ على جوازِ تقدُّم خبر " كان " عليها ؛ لأنَّ تقديمَ المعمولِ يُؤذِن بتقديمِ العامل، وأجاز أبو البقاء أن يكون منصوباً بـ " يكُون " وهذا على رأي مَنْ يجيز لـ " كَان " أن تعمل في الظرفِ وشبهه، والضميرُ في " يكُون " لعيسى يعني : يكُون عيسى عليهم شَهيداً : أنه قد بَلَّغَهُم رِسَالة رَبِّه، وأقَرَّ بالعُبُودِيَّة على نفْسِهِ مُخْبِراً عنهم ﴿ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ﴾ [ المائدة : ١١٧ ] وكل نَبِيٍّ شَاهِدٌ على أمَّتِهِ، وقيل : الضَّميرُ في " يكُونُ " لمحمَّدٍ - عليه السلام -. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٧ صـ ١١٧ ـ ١٢٠﴾. باختصار.
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (١٥٩) ﴾
لما حكم بأن لا أمَان لهم في وقت اليأس لم ينفعهم الإيمان في تلك الحالة، فعُلِمَ أنَّ العِبْرَةَ بأمان الحقِّ لا بإيمان العبد. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٣٨٨﴾