قال القرطبى :
﴿ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل ﴾ فيقولوا ما أرسلت إلينا رسولاً.
وما أنزلت علينا كتاباً ؛ وفي التنزيل ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حتى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ [ الإسراء : ١٥ ] وقوله تعالى :﴿ وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لولا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ ﴾ [ طه : ١٣٤ ] وفي هذا كله دليل واضح أنه لا يجب شيء من ناحية العقل.
وروي عن كعب الأحبار أنه قال : كان الأنبياء ألفي ألف ومائتي ألف.
وقال مقاتل : كان الأنبياء ألف ألف وأربعمائة ألف وأربعة وعشرين ألفاً.
وروى أنَس بن مالك عن رسول الله ﷺ أنه قال :" بعثتُ على أثر ثمانية آلاف من الأنبياء منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل " ذكره أبو الليث السمرقندي في التفسير له ؛ ثم أسند عن شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن أبي ذرّ الغِفاري قال : قلت يا رسول الله كم كانت الأنبياء وكم كان المرسلون؟ قال :" كانت الأنبياء مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبي وكان المرسلون ثلاثمائة وثلاثة عشر "
قلت : هذا أصح ما روي في ذلك ؛ خرجه الآجُرِّي وأبو حاتم البستي في المسند الصحيح له. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾

فصل


قال الفخر :
قالت المعتزلة : دلت هذه الآية على أن العبد قد يحتج على الرب، وأن الذي يقوله أهل السنة من أنه تعالى لا اعتراض عليه في شيء، وأن له أن يفعل ما يشاء كما يشاء ليس بشيء قالوا : لأن قوله ﴿لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل﴾ يقتضي أن لهم على الله حجة قبل الرسل، وذلك يبطل قول أهل السنة.
والجواب : المراد لئلا يكون للناس على الله حجة أي ما يشبه الحجة فيما بينكم.
قالت المعتزلة : وتدل هذه الآية أيضاً على أن تكليف ما لا يطاق غير جائز لأن عدم إرسال الرسل إذا كان يصلح عذراً فبأن يكون عدم المكنة والقدرة صالحاً لأن يكون عذراً كان أولى، وجوابه المعارضة بالعلم، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٨٩﴾


الصفحة التالية
Icon