والإظهار في مقام الإضمار في قوله :﴿ بعدَ الرسل ﴾ دون أن يقال : بعدَهم، للاهتمام بهذه القضيّة واستقلالها في الدلالة على معناها حتّى تسير مسرى الأمثال.
ومناسبة التذييل بالوصفين في قوله :﴿ عزيزاً حكيماً ﴾ : أمّا بوصف الحكيم فظاهرة، لأنّ هذه الأخبار كلّها دليلُ حكمته تعالى، وأمّا بوصف العزيز فلأنّ العزيز يناسب عزّتَه أن يكون غالباً من كلّ طريق فهو غالب من طريق المعبوديّة، لا يُسأل عما يفعل، وغالب من طريق المعقولِيّة إذ شاء أن لا يؤاخذ عبيده إلاّ بعد الأدلّة والبراهين والآيات.
وتأخيرُ وصف الحكيم لأنّ إجراء عزّته على هذا التمام هو أيضاً من ضروب الحكمة الباهرة. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon