وقال الزمخشري :"موقع قوله :﴿ أنزله بعلمه ﴾ من قوله :﴿ لكن الله يشهد بما أنزل إليك ﴾ موقع الجملة المفسّرة لأنّه بيان للشهادة وأنّ شهادته بصحّته أنّه أنزله بالنظم المعجز".
فلعلّه يجعل جملة ﴿ لكن الله يشهد بما أنزل إليك ﴾ مستقلة بالفائدة، وأنّ معنى ﴿ بما أنزل إليك ﴾ بصحّة ما أنزل إليك، وما ذكرتُه أعرق في البلاغة. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ﴾

فصل


قال الفخر :
شهادة الله إنما عرفت بسبب أنه أنزل عليه هذا القرآن البالغ في الفصاحة في اللفظ والشرف في المعنى إلى حيث عجز الأولون والآخرون عن معارضته، فكان ذلك معجزاً وإظهار المعجزة شهادة بكون المدعي صادقاً، ولما كانت شهادته إنما عرفت بواسطة إنزال القرآن لا جرم قال ﴿لكن الله يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ﴾ أي يشهد لك بالنبوّة بواسطة هذا القرآن الذي أنزله إليك. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٨٩﴾
قوله تعالى ﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾

فصل


قال الفخر :
إنه تعالى لما قال :﴿يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ﴾ بين صفة ذلك الإنزال وهو أنه تعالى أنزله بعلم تام وحكمة بالغة، فصار قوله ﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ جارياً مجرى قول القائل : كتبت بالقلم وقطعت بالسكين، والمراد من قوله ﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ وصف القرآن بغاية الحسن ونهاية الكمال، وهذا مثل ما يقال في الرجل المشهور بكمال الفشل والعلم إذا صنف كتاباً واستقصى في تحريره : إنه إنما صنف هذا بكمال علمه وفضله، يعني أنه اتخذ جملة علومه آلة ووسيلة إلى تصنيف هذا الكتاب فيدل ذلك على وصف ذلك التصنيف بغاية الجودة ونهاية الحسن، فكذا ههنا والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٨٩﴾
وقال القرطبى :
ومعنى ﴿ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ﴾ أي وهو يعلم أنك أهل لإنزاله عليك ؛ ودلت الآية على أنه تعالى عالم بعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon