تعظيماً لأمر القرآن بحفظه من شياطين الجن المشعر بحفظه أيضاً من شياطين الإنس فتكون الجملة حينئذ كالتفسير للشهادة أيضاً، وقرىء نزله. أ هـ ﴿ روح المعانى حـ ٦ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
ومعنى ﴿ أنزله بعلمه ﴾ أي متلبّساً بعلمه، أي بالغاً الغاية في باب الكتب السماوية، شأن ما يكون بعلم من الله تعالى، ومعنى ذلك أنّه معجز لفظاً ومعنى، فكما أعجز البلغاء من أهل اللّسان أعجز العلماءَ من أهل الحقائق العالية.
والباء في قوله :﴿ وكفَى بالله شهيداً ﴾ زائدة للتَّأكيد، وأصله : كفى الله شهيداً كقوله:
كفَى الشيبُ والإسلام للمرء ناهياً...
أو يضمّن ( كفى ) معنى اقتنِعوا، فتكون الباء للتعدية. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ﴾
فائدة
قال الفخر :
قال أصحابنا : دلت الآية على أن لله تعالى علماً، وذلك لأنها تدل على إثبات علم الله تعالى، ولو كان علمه نفس ذاته لزم إضافة الشيء إلى نفسه وهو محال. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٩٠﴾
قوله تعالى ﴿والملائكة يَشْهَدُونَ﴾
قال الفخر :
﴿والملائكة يَشْهَدُونَ﴾ وإنما تعرف شهادة الملائكة له بذلك لأن ظهور المعجز على يده يدل على أنه تعالى شهد له بالنبوة، وإذا شهد الله له بذلك فقد شهدت الملائكة لا محالة بذلك لما ثبت في القرآن أنهم لا يسبقونه بالقول، والمقصود كأنه قيل : يا محمد إن كذبك هؤلاء اليهود فلا تبال بهم فإن الله تعالى وهو إله العالمين يصدقك في ذلك، وملائكة السموات السبع يصدقونك في ذلك، ومن صدقه ربّ العالمين وملائكة العرش والكرسي والسموات السبع أجمعون لم يلتفت إلى تكذيب أخس الناس، وهم هؤلاء اليهود. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٩٠﴾