إذا قال الله سبحانه ﴿ الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ﴾ ﴿ أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي ﴾ ﴿ والله خلق كل دابة من ماء ﴾ ﴿ خلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار ﴾ إلى آخر ما قال - سبحانه - عن طبيعة الكون والكائنات والأحياء والأشياء.. فالحق هو ما قال. وليس للعقل أن يقول - بعد أن يفهم مدلول النصوص والمقررات التي تنشئها - إنني لا أجد هذا في مقرراتي، أو في علمي، أو في تجاربي.. فكل ما يبلغه العقل في هذا معرض للخطأ والصواب. وما قرره الله - سبحانه - لا يحتمل إلا الحق والصواب.
وإذا قال الله سبحانه :﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ﴾ ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ﴾ ﴿ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ﴾ ﴿ وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن.. ﴾ إلى آخر ما قال في شأن منهج الحياة البشرية فالحق هو ما قال - سبحانه - وليس للعقل أن يقول : ولكنني أرى المصلحة في كذا وكذا مما يخالف عن أمر الله، أو فيما لم يأذن به الله ولم يشرعه للناس.. فما يراه العقل مصلحة يحتمل الخطأ والصواب، وتدفع إليه الشهوات والنزوات.. وما يقرره الله - سبحانه - لا يحتمل إلا الصحة والصلاح..


الصفحة التالية
Icon