٤ - والرحمة وأيدهم بروح منه
٥ - والحياة فروح وريحان
٦ - وجبريل فأرسلنا إليها روحنا نزل به الروح الأمين
٧ - وملك عظيم يوم يقوم الروح
٨ - وجيش من الملائكة تنزل الملائكة والروح فيها
٩ - وروح البدن ويسألونك عن الروح. أ هـ ﴿ الإتقان في علوم القرآن حـ ١ صـ ٤١٤﴾
قوله تعالى ﴿فآمنوا بالله ورسله وَلاَ تَقُولُواْ ثلاثة انتهوا خَيْراً لَّكُمْ﴾

فصل


قال الفخر :
﴿فآمنوا بالله ورسله﴾ أي أن عيسى من رسل الله فآمنوا به كإيمانكم بسائر الرسل ولا تجعلوه إلهاً.
ثم قال :﴿وَلاَ تَقُولُواْ ثلاثة انتهوا خَيْراً لَّكُمْ﴾ وفيه مسألتان :
المسألة الأولى :
المعنى : ولا تقولوا إن الله سبحانه واحد بالجوهر ثلاثة بالأقانيم.
واعلم أن مذهب النصارى مجهول جداً، والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتاً موصوفة بصفات ثلاثة، إلا أنهم وإن سموها صفات فهي في الحقيقة ذوات، بدليل أنهم يجوزون عليها الحلول في عيسى وفي مريم بأنفسها، وإلا لما جوزوا عليها أن تحل في الغير وأن تفارق ذلك الغير مرة أخرى، فهم وإن كانوا يسمونها بالصفات إلا أنهم في الحقيقة يثبتون ذوات متعددة قائمة بأنفسها، وذلك محض الكفر، فلهذا المعنى قال تعالى :﴿وَلاَ تَقُولُواْ ثلاثة انتهوا﴾ فأما إن حملنا الثلاثة على أنهم يثبتون صفات ثلاثة، فهذا لا يمكن إنكاره، وكيف لا نقول ذلك وإنا نقول : هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام العالم الحي القادر المريد، ونفهم من كل واحد من هذه الألفاظ غير ما نفهمه من اللفظ الآخر، ولا معنى لتعدد الصفات إلا ذلك، فلو كان القول بتعدد الصفات كفراً لزم رد جميع القرآن ولزم رد العقل من حيث إنا نعلم بالضرورة أن المفهوم من كونه تعالى عالماً غير المفهوم من كونه تعالى قادراً أو حياً.
المسألة الثانية :
قوله ﴿ثلاثة﴾ خبر مبتدأ محذوف، ثم اختلفوا في تعيين ذلك المبتدأ على وجوه الأول : ما ذكرناه، أي ولا تقولوا الأقانيم ثلاثة.


الصفحة التالية
Icon