أي أن لا تشتمونا بالبخل، وهذا تأويل الكوفيين، وتأوّل البَصريون الآية والبيت ونظائرهما على تقدير مضاف يدلّ عليه السياق هو المفعول لأجله، أي كراهة أن تضلّوا، وبذلك قدّرها في "الكشاف".
وقد جعل بعض المفسّرين ﴿ أن تضلّوا ﴾ مفعولاً به ل ( يبيّن ) وقال : المعنى أنّ الله فيما بيّنه من الفرائض قد بيّن لكم ضَلالكم الذي كنتم عليه في الجاهلية، وهذا بعيد ؛ إذ ليس ما فعلوه في الجاهلية ضلالاً قبل مجيء الشريعة، لأنّ قسمة المال ليست من الأفعال المشتملة على صفة حسن وقبيح بيّنه إلاّ إذا كان فيها حرمَان لمن هو حقيق بالمؤاساة والمبرّة، ولأنّ المصدر مع ( أن ) يتعيّن أن يكون بمعنى المستقبل، فكيف يصحّ أن يراد بـ ﴿ أن تضلّوا ﴾ ضلالاً قد مضى، وسيجيء زيادة بيان لهذا عند قوله تعالى :﴿ أن تقولوا إنَّما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ﴾ في سورة الأنعام ( ١٥٦ ).
وعن عمر أنَّه كان إذا قرأ هذه الآية يقول : اللَّهمّ من بُيِّنَتْ له الكلالةُ فلم تُبيَّنْ لي رواه الطبري، وفي سنده انقطاع، وقد ضعّفوه.
وقوله : والله بكلّ شيء عليم } تذييل.
وفي هذه الآية إيذان بختم الكلام، كقوله :﴿ هذا بلاغ للنّاس وليُنذروا به ﴾ [ إبراهيم : ٥٢ ] الآية، وكقوله تعالى في حكاية كلام صاحب موسى ﴿ ذلك تأويل ما لم تسْطِع عليه صبراً ﴾ [ الكهف : ٨٢ ].
فتُؤذن بختام السورة. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ﴾
فائدة
قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon