و ( أمّا ) في قوله :﴿ فأما الذين آمنوا بالله ﴾ يجوز أن يكون للتفصيل : تفصيلاً لِمَا دَلّ عليه ﴿ يا أيها الناس ﴾ من اختلاف الفرق والنزعات : بين قابل للبرهان والنّور، ومكابر جاحد، ويكون مُعادل هذا الشقّ محذوفاً للتهويل، أي : وأمَّا الذين كفروا فلا تسل عنهم، ويجوز أن يكون ( أمّا ) لمجرد الشرط دون تفصيل، وهو شرط لِعموم الأحوال، لأنّ ( أمّا ) في الشرط بمعنى ( مَهما يكُنْ من شيء ) وفي هذه الحالة لا تفيد التفصيل ولا تطلب معادلاً.
والاعتصام : اللوْذ، والاعتصام بالله استعارة لللوذ بدينه، وتقدّم في قوله ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ﴾ في سورة آل عمران ( ١٠٣ ).
والإدخال في الرحمة والفضل عبارة عن الرضى.
وقوله : ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً } : تعلَّق الجار والمجرور بـ ( يهدي ) فهو ظرف لَغو، و﴿ صراطاً ﴾ مفعول ( يهدي )، والمعنى يهديهم صراطاً مستقيماً ليصلوا إليه، أي إلى الله، وذلك هو متمنّاهم، إذ قد علموا أنّ وعدهم عنده. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ﴾