* ثم قصة ابني آدم وهي قصة ترمز إلى الصراع العنيف بين قوتي الخير والشر، ممثلة في قصة (قابيل وهابيل) حيث قتل قابيل أخاه هابيل، وكانت أول جريمة نكراء تحدث في الأرض، أريق فيها الدم البريء الطاهر، والقصة تعرض لنموذجين من نماذج البشرية : نموذج النفس الشريرة الأثيمة، ونموذج النفس الخيرة الكريمة [ فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ].
* كما ذكرت السورة قصة " المائدة " التي كانت معجزة لعيسى ابن مريم ظهرت على يديه أمام الحواريين، والسورة الكريمة تعرض أيضا لمناقشة " اليهود والنصارى " في عقائدهم الزائفة، حيث نسبوا إلى الله ما لا يليق من الذرية والبنين، ونقضوا العهود والمواثيق، وحرفوا التوراة والإنجيل، وكفروا برسالة محمد عليه السلام، إلى آخر ما هنالك من ضلالات وأباطيل، وقد ختمت السورة الكريمة بالموقف الرهيب يوم الحشر الأكبر حيث يدعى السيد المسيح " عيسى ابن مريم " على رءوس الأشهاد، ويسأله ربه تبكيتاً للنصارى الذين عبدوه من دون الله [ أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ؟ قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ] ويا له من موقف مخز لأعداء الله، تشيب لهوله الرءوس، وتتفطر من فزعه النفوس!!.
فضلها :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال :" أنزلت على رسول الله ( ﷺ ) سورة المائدة وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها ".
التسمية :
سميت سورة " المائدة " لورود ذكر المائدة فيها، حيث طلب الحواريون من عيسى عليه السلام، آية تدل على صدق نبوته، وتكون لهم عيداً وقصتها أعجب ما ذكر فيها، لاشتمالها على آيات كثيرة، ولطف عظيم من الله العلي الكبير. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ١ صـ ٣٢٤ ـ ٣٢٥﴾


الصفحة التالية
Icon