٤٩ وقوله جل وعز (فنسوا حظا مما ذكروا به)
أي تركوا ومنه (نسوا الله فنسيهم) أي تركهم ٥٠ ثم قال جل وعز (فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) ومعنى أغرينا في اللغة ألصقنا ومنه قيل الغراء للذي يغرى به قال ابن أبي نجيح يعني اليهود والنصارى وقال الربيع بن أنس يعني به النصارى خاصة أغريت بينهم العداوة والبغضاء أي مجازاة على كفرهم فافترقوا فرقا منهم النسطورية واليعقوبية والملكية وكل فرقة تعادي الاخرى
٥١ وقوله جل وعز (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب) روي عن ابن عباس أنه قال زنى رجل من اليهود فجاءوا يستفتون النبي ﷺ ليدرؤا بكر عنه الرجم والرجم عندهم في التوراة فأطلع النبي ﷺ على ذلك ٥٢ ثم قال جل وعز (قد جاءكم من الله نور) قيل نور يعني به النبي ﷺ وهو تمثيل لأن النور هو الذي تتبين به الاشياء ٥٣ ثم قال جل وعز (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام)
السبل الطرق والسلام يحتمل معنيين
أحدهما أن يكون السلام بمعنى السلامة كما يقال اللذاذ قد واللذاذة والمعنى الآخر أن السلام اسم من أسماء الله جل وعز فالمعنى على هذا يهدي به الله سبله أي من اتبعها نجاه ٥٤ وقوله عز وجل (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل) قال قتادة يعني محمدا ﷺ قال وبلغنا أن الفترة التي كانت بين عيسى ومحمد ﷺ ست مائة عام والمعنى عند أهل اللغة على انقطاع من الرسل لأن الرسل


الصفحة التالية
Icon