المال بينه وبين زيد أي المال بينهما فالمعنى أن تبوء باثمنا كل قال أبو جعفر ومن أجل ما روي فيه عن ابن مسعود وابن عباس أن المعنى باثم قتلي واثمك فيما تقدم من معاصيك فان قيل أفليس القتل معصية وكيف يريده قيل لم يقل أن تبوء بقتلي فانما المعنى باثم قتلي ان قتلتني فانما أراد الحق ٦٩ ثم قال جل وعز (وذلك جزاء الظالمين) يجوز أن يكون هذا إخبارا من الله عن ابن آدم أنه قال هذا
ويجوز أن يكون منقطعا مما قبله ٧٠ وقول جل وعز (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله) قال قتادة أي زينت وقال مجاهد أي شجعته يريد أنها ساعدته على ذلك وقال أبو العباس طوعت فعلت من الطوع والطواعية وهي الاجابة إلى الشئ ٧١ ثم قال جل وعز (فأصبح من الخاسرين) أي ممن خسر حسناته والخسران النقصان ٧٢ - ثم قال جل وعز (فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه)
قال مجاهد بعث الله جل وعز غرابين فاقتتلا حتى قتل
أحدهما صاحبه ثم حفر فدفنه وكان ابن آدم هذا أول من قتل ويروى أنه لا يقتل مؤمن إلى يوم القيامة الا كان عليه كفل من ذنب من قتله ٧٣ وقوله جل وعز (من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) وقرأ الحسن (أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) والمعنى على قراءته أو عمل فسادا
وقال ابن عباس في قوله جل وعز (فكأنما قتل الناس جميعا) أوبق نفسه فصار بمنزلة من قتل الناس جميعا أي في استحقاقه العذاب ويستحق المقتول النصر وطلب الثأر من القاتل على المؤمنين جميعا قال ابن عباس إحياؤها ألا يقتل نفسا حرمها الله عز وجل وقال قتادة عظم الله أمره فألحقه من الاثم هذا وقيل هو تمثيل أي الناس جميعا له خصماء ومعنى (أو فساد في الارض) وفساده الحرب واخافة السبيل


الصفحة التالية
Icon