والقول الآخر أنهم سماعون من أجل الكذب كما تقول
أنا أكرم فلانا لك أي من أجلك ٨٤ ثم قال جل وعز (سماعون لقوم آخرين لم يأتوك) أي هم عيون لقوم آخرين لم يأتوك ٨٥ ثم قال جل وعز (يحرفون الكلم من بعد مواضعه) أي من بعد أن وضعه الله مواضعه فأحل حلاله وحرم حرامه ٨٦ ثم قال جل وعز (يقولون ان أوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا) أي تقول اليهود ان أوتيتم هذا الحكم المحرف فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا أن تعملوا به ومعنى هذا أن رجلا منهم زنى وهو محصن وقد كتب الرجم على من زنى وهو محصن في التوراة فقال بعضهم أئتوا محمدا لعله
يفتيكم بخلاف الرجم فأتوا النبي ﷺ فأمر بالرجم بعد أن أحضرت التوراة ووجد فيها فرض الرجم وكانوا قد أنكروا ذلك ٨٧ ثم قال جل وعز (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا) قيل معنى الفتنة ها هنا الاختبار وقيل معناها العذاب ٨٨ ثم قال جل وعز (أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي)
أي فضيحة وذل حين أحضرت التوراة فتبين كذبهم وقيل خزيهم في الدنيا أخذ الجزية والذل
٨٩ ثم قال جل وعز (سماعون للكذب أكالون للسحت) روى زر عن عبد الله بن مسعود أنه قال السحت الرشوة وقال مسروق سألت عبد الله عن الجور في الحكم قال ذلك الكفر قلت فما السحت قال أن يقضي الرجل لاخيه حاجة فيهدي إليه هدية فيقبلها والسحت في كلام العرب على ضروب يجمعها أنه ما يسحت دين الانسان يقال سحته وأسحته إذا استأصله ومنه وعض زمان يا ابن مروان لم يدع من المال الا مسحتا أو مجلف
٩٠ وقوله جل وعز (فان جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) في هذا قولان أحدهما روي عن ابن عباس أنه قال هي منسوخة نسخها (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) وكذا قال مجاهد وعكرمة قال الشعبي ان شاء حكم وان شاء لم يحكم وكذلك