وقال أبو العباس محمد بن يزيد الاصل مؤيمن عليه أي أمين فأبدل من الهمزة هاء كما يقال هرمت الماء وأرمت الماء وقال أبو عبيد يقال هيمن على الشئ يهيمن إذا كان له حافظا وهذه الاقوال كلها متقاربه المعاني لأنه إذا كان حافظا للشئ فهو مؤتمن عليه وشاهد وقرأ مجاهد وابن محيص (ومهيمنا عليه) بفتح الميم وقال مجاهد أي محمد ﷺ مؤتمن على القرآن ٩٩ وقوله جل وعز (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) قال ابن عباس سبيلا وسنة
وقال قتادة الدين كله واحد والشرائع مختلفة وشرعة وشريعة عند أهل اللغة بمعنى واحد وهو ما بان ووضح ومنه طريق للشارع أي ظاهر بين ومنه (هما في الامر شرع) أي ظهورهما فيه واحد والمنهاج في اللغة الطريق البين وقال أبو العباس محمد بن يزيد الشريعة ابتداء الطريق والمنهاج الطريق المستمر
١٠٠ وقوله جل وعز (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) قال ابن عباس على دين واحد ١٠١ ثم قال جل وعز (ولكن ليبلوكم فيما آتاكم) أي ليختبركم ١٠٢ وقوله جل وعز (أفحكم الجاهية يبغون) روي عن الحسن وقتادة والاعرج والاعمش أنهم قرءوا (أفحكم الجاهلية يبغون) الحكم والحاكم في اللغة واحد وكأنهم يريدون الكاهن وما أشبهه من حكام الجاهلية وصذا * في قرأة من قرأ (أفحكم (ومعنى يبغون يطلبون وقال مجاهد يراد بهذا اليهود يعني في أمر الزانيين حين جاءوا إلى النبي ﷺ يتوهمون أنه يحكم عليهما بخلاف الرجم
١٠٣ ثم قال جل وعز (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) أي من أيقن تبين أن حكم الله جل وعز هو الحق ١٠٤ وقوله جل وعز (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) هذا في المنافقين لانهم كانوا يمالئون المشركين ويخبرونهم بأسرار المؤمنين ١٠٥ وقوله جل وعز (فترى الذين في قلوبهم مرض)


الصفحة التالية
Icon