قال أبو جعفر والمعنى بئس الصنع ما يصنع هؤلاء الربانيون والاحبار في تركهم نهي هؤلاء
قال الضحاك ما في القرآن آية أخوف عندي منها أننا لا ننهى وفي هذه الآية حكم في أمر العلماء في النهي عن المنكر ١١٨ وقوله عز وجل (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم) في هذه الآية ثلاثة أقوال أحسنها ما روي عن ابن عباس أنه قال قالت اليهود ان الله عز وجل بخيل والمعنى عند أهل اللغة على التمثيل أي قالوا هو ممسك عنا لم يوسع علينا حين أجدبوا كما قال تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) فهذا نظير ذاك والله أعلم
وقيل اليد ها هنا النعمة وقيل هذا القول غلط لقوله (بل يداه مبسوطتان) فنعم الله جل وعز أكثر من أن تحصى فكيف يكون بل نعمتاه مبسوطتان فقال من احتج لمن قال انهما نعمتان بأن المعنى النعمة الظاهرة والباطنة والقول الثالث أن المعنى أنه لا يعذبنا أي مغلولة عن
عذابنا ١١٩ وقوله عز وجل (وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) أي جعل بأسهم بينهم فهم متباغضون غير متفقين فهم أبغض خلق الله إلى الناس
وقال مجاهد هم اليهود والنصارى والذي قال حسن ويكون راجعا إلى (لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) ١٢٠ ثم قال جل وعز (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله) هذا تمثيل أي كلما تجمعوا شتت الله أمرهم وقال قتادة أذلهم الله جل وعز بمعاصيهم فلقد بعث النبي ﷺ وهم تحت أيدي المجوس ١٢١ ثم قال جل وعز (ويسعون في الأرض فسادا)
أي يسعون في إبطال الاسلام ١٢٢ وقوله جل وعز (ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل) أي لو أظهروا ما فيها من صفة النبي ﷺ (وما أنزل إليهم من ربهم) يعني به القرآن والله أعلم ١٢٣ ثم قال جل وعز (لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) فهذا يدل على أنهم كانوا في جدب