نسبة إلى أمّه هند بنت حسّان بن عَمْرو بننِ مَرْثَد، وكان الحُطَم هذا من بكر بن وائل، من نزلاء اليمامة، فترك خيلَه خارج المدينة ودخل إلى النبي ﷺ فقال :"إلام تدعو" فقال رسول الله :" ﴿ إلى شهاد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله وإقاممِ الصلاة وإيتاء الزكاة " فقال : حَسَن ما تدعو إليه وسأنظُرُ ولعلّي أن أسْلِم وأرى في أمرك غِلظة ولي مِن وَرائي مَنْ لا أقطَع أمراً دونهم وخرج فمرّ بسَرْح المدينة فاستاق إبلاً كثيرة ولحقه المسلمون لمَّا أُعلموا به فلم يلحقوه، وقال في ذلك رجزاً، وقيل : الرجزُ لأحد أصحابه، وهو رَشِيد بن رَمِيض العَنَزي وهو:
هذا أوَانُ الشَّدّ فاشْتَدّي زِيَمْ...
قد لَفَّها الليلُ بسَوّاق حُطَم
ليسَ براعِي إبِلٍ ولا غَنَم...
ولا بَجَزّار على ظَهْر وَضَم
بَاتوا نِيَاماً وابنُ هِنْد لم ينمْ...
باتَ يُقَاسِيها غُلام كالزّلَم
خَدَلَّجُ الساقَيْننِ خَفَّاقُ القَدَم...
ثم أقبل الحُطم في العام القابل وهو عام القَضية فسمعوا تلبيَة حُجَّاج اليمامة فقالوا : هذا الحُطَم وأصحابه ومعهم هَدْي هو ممَّا نهبه من إبل المسلمين، فاستأذنوا رسول الله في نَهبهم، فنزلت الآية في النهي عن ذلك.
فهي حكم عامّ نزل بعد تلك القضية، وكان النهي عن التعرّض لبُدْن الحُطم مشمولاً لما اشتملت عليه هذه الآية.
والبيت الحرام هو الكعبة.
وسيأتي بيان وصفه بهذا الوصف عند قوله :{ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس ﴾
[ المائدة : ٩٧ ] في هذه السورة. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّن رَّبّهِمْ ورضوانا﴾

فصل


قال الفخر :
في تفسير الفضل والرضوان وجهان :


الصفحة التالية
Icon