وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : كان أهل الجاهلية يخنقون البهيمة ويأكلونها فحرم ذلك على المؤمنين، والأولى أن تحمل على التي ماتت بالخنق مطلقاً ﴿ والموقوذة ﴾ أي التي تضرب حتى تموت، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وقتادة.
والسدى، وهو من وقذته بمعنى ضربته، وأصله أن تضربه حتى يسترخي، ومنه وقذه النعاس أي غلب عليه ﴿ والمتردية ﴾ أي التي تقع من مكان عال أو في بئر فتموت ﴿ والنطيحة ﴾ أي التي ينطحها غيرها فتموت، وتاؤها للنقل فلا يرد أن فعيل بمعنى مفعول لا يدخله التاء، وقال بعض الكوفيين : إن ذلك حيث ذكر الموصوف مثل كف خضيب.
وعين كحيل وأما إذا حذف فيجوز دخول التاء فيه، ولا حاجة إلى القول بأنها للنقل، وقرىء والمنطوحة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٦ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿وَمَا أَكَلَ السبع إِلاَّ ذَكَّيْتُمْ﴾
فصل
قال الفخر :
السبع : اسم يقع على ما له ناب ويعدو على الإنسان والدواب ويفترسها، مثل الأسد وما دونه، ويجوز التخفيف في سبع فيقال : سبع وسبعة، وفي رواية عن أبي عمرو : السبع بسكون الباء، وقرأ ابن عباس : وأكيل السبع. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٠٧﴾
فائدة
قال الفخر :
قال قتادة : كان أهل الجاهلية إذا جرح السبع شيئاً فقتله وأكل بعضه أكلوا ما بقي، فحرمه الله تعالى.
وفي الآية محذوف تقديره : وما أكل منه السبع لأن ما أكله السبع فقد نفد ولا حكم له، وإنما الحكم للباقي. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٠٧﴾
فصل
قال الفخر :
أصل الذكاء في اللغة إتمام الشيء، ومنه الذكاء في الفهم وهو تمامه، ومنه الذكاء في السن، وقيل : جري المذكيات غلاب، أي جري المسنات التي قد أسنت، وتأويل تمام السن النهاية في الشباب، فإذا نقص عن ذلك أو زاد فلا يقال له الذكاء في السن، ويقال ذكيت النار أي أتممت إشعالها.