أحدها : أنه تعالى قال بعد هذه الآية ﴿إذا آتيتموهن أجورهن﴾ ومهر الأمة لا يدفع إليها بل إلى سيدها، وثانيها : أنا بينا في تفسير قوله تعالى :﴿وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ المحصنات المؤمنات فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أيمانكم مّن فتياتكم المؤمنات﴾ [ النساء : ٢٥ ] أن نكاح الأمة إنما يحل بشرطين : عدم طول الحرة، وحصول الخوف من العنت، وثالثها : أن تخصيص العفائف بالحل يدل ظاهراً على تحريم نكاح الزانية، وقد ثبت أنه غير محرم، أما لو حملنا المحصنات على الحرائر يلزم تحريم نكاح الأمة ونحن نقول به على بعض التقديرات، ورابعها : أنا بينا أن اشتقاق الإحصان من التحصن، ووصف التحصن في حق الحرة أكثر ثبوتاً منه في حق الأمة لما بينا أن الأمة وإن كانت عفيفة إلاّ أنها لا تخلو من الخروج والبروز والمخالطة مع الناس بخلاف الحرة، فثبت أن تفسير المحصنات بالحرائر أولى من تفسيرها بغيرها. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١١٧﴾
" فائدة "
قال الخازن :
وقيل : إنما خص المحصنات بالذكر وهن الحرائر أو العفائف ليحث المؤمنين على تخير النساء ليكون الولد كريم الأصل من الطرفين. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾